نهر الزرقاء – سَيْلُ الزَّرقا “نهر يبوق في الكتاب المقدس Jabbok “


يرجح الجيولوجيون أنّ نهر الزرقاء يتدفّق منذ 30 مليون عام وجذب العديد من الحضارات القديمة على ضفافه أقدمها أثرا حضارة عين غزال.. فالحضارات قديما كان يستهويها الماء المتدفق وتحط رحالها قرب مصادر الماء ..

البداية من الكتاب المقدس عند اليهود , حيث يذكر الكتاب نهر جبوك أو يبوق كما يلي :
نهر يبوق هو المكان الذي منح فيه الرب للنبي يعقوب الاسم الجديد له وهو “إسرائيل” .
يبدأ من جبال جلعاد ويصب في شرق الأردن . على ضفافه التقى سيدنا يعقوب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – مصادفة بالملاك “يهوه”، وتحوّل من كونه شخص يُدعى يعقوب إلى أمّة اسمها إسرائيل (سفر التكوين 32:22).
عندما أصبحت إسرائيل أمّة ، أرسل الإسرائيليون رسالة إلى سيحون”التي سُمّيت منطقة سيحان في العارضة باسمه” وكان ملك الأموريين، يشيروا فيها إليه بالسماح لهم بالمرور عبر مملكته . اعترض سيحون على مثل هذا الكابوس اللوجستي وقرّر مهاجمة اسرائيل في الحال , يعني بالبلدي “يتغدّى بيْهُم قبل ما يتعشّوا بيه”. ذاك القرار السريع أثبت أنه نتاج تفكير سيء ، لأن إسرائيل قد هزمت جيشه وأخذت أملاكه وأرضه الممتدة من أرنون “نهر الموجب” جنوبا إلى يبوق “جبّوك””نهر الزرقا” شمالا (عدد 21:24).
عندما تعرّضت كنعان للغزو , تقسّمت أراضيها , ومُنِحَت لقبائل مختلفة , “روبين وجاد” ورثا أرضا تصل ليبوق المتاخمة لأراضي عمون (سفر التثنية 03:16).
عَمّون كانت لا تزال غاضبة من إسرائيل لأنهم قاموا بالاستيلاء على أراضي ومراعي “سيحون” , وتسبّبوا بالقلاقل والمعاناة لسكّان المناطق الحدودية مع مملكتهم”عَمون-عمّان حاليا-“. وبدأ القاضي “يفتاح Jephthah “مفاوضات ومحادثات سلام دبلوماسيّة مع كبير مفاوضي مملكة عمّون شارحا لهم النوايا الحسنة لأمّة إسرائيل المُستضعفة , وأنّهم أبدا لم يكن بنيّتهم الطيّبة سلب الأرض من سيحون بل تصرفوا كردّ فعل لصدّ الهجوم المباغت لسيحون الذي ربما أضمر لهم نوايا شريرة كحرقهم في أفران كهوف”داير المغارة أو الخيوف أو عين المغربة” , وبعبارة مختصرة : إنّ الرب أعطاهم الأرض. تلك النتيجة المختصرة قد أدت إلى المزيد من الحروب والكثير من أرواح العمّونيين , بالإضافة إلى خسارة القاضي يفتاح لحياة ابنته . (سفر يسوع 11).
معنى يبوك .. يبوق أو “جَبّوك”
يذكر العهد القديم أنّ يبوق تعني النهر المنهمر , أو النهر الغزير الوفير بكل شيء , النهر السريع , وإذا أخذنا الجذر العبري בקבק (baqbuq) وقارنّاه مع اللفظ العربي فنجد أنها تلتقي مع -البقبقة – وهي صوت الماء في الفم , وربما جاء هذا الاسم لإنّ النهر في مساراته الملتوية وانحداره الشديد يمرّ بكثير من الصخور التي تجعل لخريره صوتا يشبه البقبقة فعلا , والتي تُسْمَعُ بوضوح خاصّة ليلا ,أو لأنها تشبه الصوت الذي ينتج عندما تخوض برجليك ذاك النهر لتقطع مخاضته , والأهم كما ورد في سفر التكوين هو أنّ هذا النهر كان مسرحا للقاء النبي يعقوب مع الملاك . (سفر التكوين 32: 24-25).